كنيسة القيامة
تُعتبر كنيسة القيامة أحد أهم المواقع المسيحيّة، حيث بنيت فوق موقع صلب وقيامة السيد المسيح. بنيت الكنيسة الأصلية عام ثلاثمئة وستّة وعشرين ميلادي على يد الإمبراطور قسطنطين ووالدته هيلانة.
منذ ذلك الحين دمرت الكنيسة جزئيًّا أكثر من مرة، وأُعيد ترميمها. دُمِّرت الكنيسة لأول مرة عندما اجتاح الفرس مدينة القدس عام ستمئة وأربعة عشر ميلادي، ولكن أعيدَ ترميمُها عام ستمئة وثمانية عشر بعد انتصار الإمبراطور هرقل على الفرس.
خارج الكنيسة هناك مسجد تم افتتاحه على يد الفاضل علي ابن صلاح الدين الايوبي.
يقع في داخل مبنى الكنيسة المراحل الخمس الأخيرة لدرب الصليب، حيث يشمل المرحلة العاشرة عندما عرّى يسوع من ثوبه، وهنالك يمكن للزائرين النّظر إلى داخل الكنيسة الكاثوليكيّة من خلال نافذة في المكان، والمرحلة الحادية عشرة حيث سُمّر يسوع على الصّليب في موقع يسمى الجلجلثة، وهناك كنيسة كاثوليكية تشير إلى المكان الذي قام فيه أحد جنود الرومان بدقِّ يدي وقدمي يسوع المسيح بالمسامير على الصليب.
يوجد في مكان الصّلب (الجلجثة) مذبحٌ للروم الأرثوذكس حيث وقعت أحداث المرحلة الثانية عشر من صلب المسيح ومن ثم موته على الصليب. أمّا مكان المرحلة الثالثة عشر حيث تم إنزال جسد المسيح عن الصّليب بينما وقفت مريم العذراء قريبة منه، ويوجد مذبحٌ تابعٌ للآباء الفرنسيسكان ليجسّد مكان هذه المرحلة، بينما يشكّل قبر المسيح المرحلة الرّابعة عشر والأخيرة.
حاليًا، مبنى كنيسة القيامة مقسم بين الطوائف مسيحيّة، بما في ذلك الكنيسة اليونانيّة الأرثوذكسيّة، والكنيسة الكاثوليكيّة الممثّلة بالآباء الفرنسيسكان، والكنيسة الأرمنيّة الرّسوليّة. منذ القرن التاسع عشر ميلادي حصلت كلٌّ من الكنيسة السريانيّة الأرثوذكسيّة في أنطاكية، والكنيسة القبطيّة، وبسبب اتفاق الملكية المشترك والمعقد بين الطوائف للكنيسة، أصبح ترميم بعض أجزاء مبنى الكنيسة أمرًا شبه مستحيل؛ لأنّ أي تغيير من الممكن أن يتسبّب في انتهاك اتّفاق الفرمان العثماني (الوضع القائم) بين الكنائس، ومن الممكن أن يُنظر إليه على أنّه إضعاف لحقوق طائفة واحدة على حساب الأخرى.
يذكر ان الصليبيون افتتحوا كنيسة القيامة بشكلها الحالي والذي نسميه اليوم الهيكل الجديد تم افتتاحه بتاريخ ١٥/٧/١١٤٩، وقد تم تعليق مفاتيح للكنيسة وابوابها الحالية ومنها الباب المغلق بجانب احد الابواب الرئيسية الحالي.
وتقوم اليوم عائلة جودة الحسيني والتي تحتفظ بمفاتيح كنيسة القيامة ليلا نهارا بامامة مفاتيح كنيسة القيامة، اما عائلة نسيبة فهي مسؤولة عن فتح واغلاق لوابة الكنيسة حتى يومنا هذا. ففي كل صباح بعد وضع السلم على الباب الرئيسي يخرج احد افراد عائلة نسيبة ويصعد على السلم ليقوم بفتح الباب وبعد ذلك يقوم بتسليم المفتاح لامين المفتاح المقدس على الفور بعد عملية الفتح.
على الرغم من ان عائلة جودة الحسيني يحتفظون بالمفاتي كذلك لديهم ختم القبر المقدس، حيث يتم التاكد ايضا من قبلهم ان داخل القبر المقدس لا يوجد اي شعلة حيث تقوم العائلة بتفتيش القبر المقدس، حيث تضع العائلة بعد ذلك الختم بالشمع المقدس ايذانا ببدأ الاحتفال بعيد الفصج المجيد.