كنيسة القدّيس أندراوس التّذكاريّة
تتميّز هذه الكنيسة الحجريّة، والتي اكتمل بناؤها عام ألف وتسعمئة وثلاثين، بجمالٍ معماري مبنيٍّ على بساطة التّصميم، وبعلم إسكتلندا الّذي يرفرف من أعلى برجها المربّع. بُنيت الكنيسة كضريح لذكرى أرواح الجنود الأسكتلنديّين الّذين سقطوا في المعركة التي خاضتها القوّات العربيّة والبريطانيّة من أجل طرد القوات العثمانيّة من المدينة. وتقع الكنيسة على مسافة سير قصيرة من البلدة القديمة على مقربة من باب الخليل، وتمثّل الكنيسة مرحلة هامّة في تاريخ فلسطين وهي بداية الانتداب البريطاني.
تتحدّث الوثائق الموجودة داخل الكنيسة عن الكنيسة الأسكتلنديّة، وتميّز بينها وبين الكنيسة الإنجليزيّة بتشديدها على أنّ "الملكة ليست على رأس الكنيسة الأسكتلنديّة بل السيد المسيح"، وعلى عكس الكنيسة الإنجليزيّة لا تخضع الأسكتلندية للبرلمان البريطاني، وينصّ الدّستور على استقلاليتها التامة، وبالتالي ليست للمحاكم المدنية أية ولاية قانونيّة على أمور الكنيسة.
يقع هذا الحصن المعبّر عن استقلاليّة الرّوح الأسكتلندية في قلب القدس إلى الغرب من البلدة القديمة، وقد أنشأت كنيسة القديس أندراوس اتّفاقيّة شراكة مع أبرشية الكنيسة الأسقفيّة في القدس والشّرق الأوسط – كنيسة يسودها الطّابع العربي، وهي جزء من الطّائفة الإنجيلية، وتذهب عائدات محل "السنبلة" للمشغولات اليدويّة في الكنيسة لمساعدة المجموعات النسويّة والمجتمعيّة في القرى ومخيمات الّلاجئين الفلسطينية، حيث تعاني العائلات الفلسطينيّة من صعوبات اقتصادية كبيرة بسبب الوضع السّياسي والاجتماعي.
توجد في داخل الكنيسة وخارجها، على الأسوار الخلفيّة والمدخل الأمامي، لوحات ونُصُب تذكاريّة لقتلى الكتائب الأسكتلنديّة المقاتلة، مثل لولاند ديفيجن الثاني والخمسين، وسيفورث هايلاندرز، وبلاك ووتش والجنود الأفراد الّذين خدموا في الشّرق الأوسّط وفي فلسطين تحديدًا. وحِنية الكنيسة مزينة برخامٍ جُلِب خصّيصًا من جزيرة إلونا الأسكتلنديّة موطن قديسة السلتيك كولومبا. وتستقبل الكنيسة إلى يومنا هذا الحجّاج الأسكتلنديين من كافّة أرجاء المعمورة.
