العليّة (غرفة العشاء الأخير)
تقع العليّة، أو غرفة العشاء الأخير على جبل صهيون جنوب كنيسة رقاد السّيّدة العذراء، حيث يُعتقد بأنّه المكان الّذي جمع فيه السّيّد المسيح تلاميذه لإقامة العشاء الأخير، ويعتقد البعض أنّه المكان الّذي دُفن فيه الملك داوود.
شهد الموقع الكثير من التغيّرات على مرّ التّاريخ. بنى الرهبان الفرنسيسكان المبنى الحالي المكوّن من طابقين، في القرن الرابع عشر ميلادي، على أنقاض كنائس تعود للفترات الرّومانيّة والبيزنطيّة والصّليبيّة. في عام ألف وخمسمئة وأربعة وعشرين، حُوّلت الكنيسة إلى مسجد، ولا زال يمكن مشاهدة المحراب في ركنٍ من أركان الكنيسة والّذي يعود لهذه الفترة. كما تم، خلال هذه الفترة أيضًا، تعيين هذا الموقع على أنه مكان دفن النّبي داود حتى يومنا هذا. تحت الحكم العثماني، أُعيد استخدام الموقع ككنيسة.
منذ عام ألف وتسعمئة وثمانية وأربعين، خضع الموقع للسّيطرة الإسرائيليّة، ويُعتقد بأنّ الطّابق السّفلي، الذي يحتوي على قبر داود، حُوّل إلى كنيس يهودي، فضلاَ عن احتوائه على نصب تذكاري لضحايا المحرقة. أمّا الطّابق العلوي من العليّة فهو مفتوح أمام الزّائرين، ولكن يسمح للرّهبان الفرنسيسكان بإقامة القداديس مرّتين في السّنة فقط في العلية، في يوم العنصرة ويوم خميس الأسرار المقدّس.