الحرم الإبراهيمي
الحرم الإبراهيمي الشريف، المعروف أيضًا باسم مغارة المكفيلة، والتي تعني "المقابرالمزدوجة"، إذ صُمِّم الكهف بطريقة معينة بحيث يقع كل اثنين من القبور بشكل متوازٍ جنبًا إلى جنب. تُعتبر المغارة مكان دفن سارة، فووفقًا للكتاب المقدس قام ابراهيم بشراء الأرض من عفرون الحتي لقاء أربعمئة شاقل من الفضة لدفن زوجته (تك 23:15)، ثم أصبح الكهف بعد ذلك مكانًا لدفن الأسرة، حيث دُفنت إبراهيم وإسحاق ورفقة وليا ويعقوب ويوسف هناك أيضًا.
في وقت لاحق بنى هيرودس الكبير جدارًا كبيرًا ليحيط بالكهف. وقد تغيرت السّيطرة الدّينية على الموقع على مرّ التاريخ، حيث وُجِدت آثار كنيسة بيزنطية بُنيت داخل الجدار حوالي عام خمسمئة وسبعين ميلادي، وتم تحويلها إلى مسجد أموي في القرن السّابع الميلادي. بعد احتلال الصليبيين للمدينة بُنِيَت الكنيسة من جديد وحملت اسم كنيسة القديس إبراهيم في القرن الثاني عشر الميلادي، وبعد ذلك، في القرن نفسه، سيطر صلاح الدين الأيوبي على المدينة، وتم تحويل الكنيسة مرّة أخرى إلى مسجد.
بدأ اليهود يصلّون في المسجد منذ عام ألف وتسعمئة وسبعة وستّين، إلا أنه تم تقسيم المسجد إلى قسمين، أحدهما مكانٌ مخصّصٌ لعبادة اليهود (وتم تحويل هذا القسم منه حاليًّا إلى كنيس) والقسم الآخرللمصّلين المسلمين. وقد جاء تقسيم المسجد بعد مجزرة شباط عام ألفٍ وتسعمئةٍ وأربعةٍ وتسعين، حيث قتلَ المستوطن الأمريكي الإسرائيلي باروخ غولدشتاين مجموعةً من المصلّين المسلمين داخل المسجد.